جهنم زمراً ، وإنّما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام ». (١)
ويؤيد ذلك أيضاً ما نقل عن الإمام السجاد عليهالسلام انّه قال : « ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق ». (٢)
وبما انّ حسن الخلق من أبرز صفات الأنبياء فمن تمتع به فهو أشبه بالأنبياء من غيرهم فيكون عمله عملاً قيماً له أثره الخاص.
وللمحقّق الكاشاني كلام في تفسير الملكين المعروفين بمنكر ونكير يناسب ذكره في المقام لصلته بما ذكرنا ، يقول : ويخطر بالبال انّ المنكر عبارة عن جملة الأعمال المنكرة التي فعلها الإنسان في الدنيا فتمثلتا في الآخرة بصورة مناسبة لها مأخوذ مما هو وصف الأفعال في الشرع ، أعني : المذكور في مقابلة المعروف.
والنكير هو الإنكار لغة ولا يبعد أن يكون الإنسان إذا رأى فعله المنكر في تلك الحال أنكره ووبخ نفسه عليه فتمثل تلك الهيئة الإنكارية أو مبدؤها من النفس بمثال مناسب لتلك النشأة فانّ قوى النفس ومبادئ آثارها كالحواس ومبادئ اللجم تسمّى في الشرع بالملائكة.
ثمّ إنّ هذا الإنكار من النفس لذلك المنكر يحملها على أن تلتفت إلى اعتقاداتها وتفتش عنها ، أهي صحيحة حسنة حقة أم فاسدة خبيثة باطلة ؟ ليظهر نجاتها وهلاكها ويطمئن قلبها.
وذلك لأنّ قبول الأعمال موقوف على صحّة الاعتقاد بل المدار في النجاة علىٰ ذلك كما هو مقرر ضروري من الدين ، وإليه أُشير بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة ». (٣)
__________________
١. بحار الأنوار : ٧ / ٢٥٠ ، الباب العاشر من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٨.
٢. بحار الأنوار : ٧ / ٢٤٩ ، الباب العاشر من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٧.
٣. الحقائق في محاسن الأخلاق : ٤٤٦.