وحملها على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي مبالغة في تحقّقه مثل : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) و ( نَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الجَنَّةِ ) خلاف الظاهر فلا يعدل إليه بدون قرينة. (١)
والحقّ انّ هذه الآيات صالحة للاستدلال إذا لم يكن هناك دليل قاطع للتأويل.
وأمّا الروايات فهي دالة على كون الجنّة مخلوقة بالفعل :
١. روى الصدوق في توحيده ، عن الهروي ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : يابن رسول الله أخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان ؟ فقال : « نعم ، وانّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قد دخل الجنّة ورأى النّار لمّا عرج به إلى السماء » قال: فقلت له : فانّ قوماً يقولون إنّهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين.
فقال عليهالسلام : « ما أُولئك منّا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنم ». (٢)
٢. روى ابن عمارة ، عن أبيه ، قال : قال الصادق عليهالسلام : « ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء : المعراج ، والمساءلة في القبر ، وخلق الجنة والنار ، والشفاعة ». (٣)
٣. وروى الفضل عن الرضا عليهالسلام ، قال : « من أقر بتوحيد الله ـ وساق الحديث ، إلى أن قال : وأقر بالرجعة ، والمتعتين ، وآمن بالمعراج والمساءلة في القبر ، والحوض ، والشفاعة ، وخلق الجنّة والنار ، والصراط والميزان والبعث والنشور ، والجزاء والحساب ، فهو مؤمن حقاً ، وهو من شيعتنا أهل البيت ». (٤)
__________________
١. شرح المقاصد : ٢ / ٢١٨ ـ ٢١٩ ، ط آستانة.
٢. بحار الأنوار : ٨ / ١١٩ ، باب الجنة ونعيمها من كتاب العدل والمعاد ، حديث ٦.
٣ و ٤. بحار الأنوار : ٨ / ١٩٧ ، باب الجنة ونعيمها من كتاب العدل والمعاد ، حديث ١٨٦ ـ ١٨٧.