أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ). (١)
فالمخلدون في النار في هذه الآية ذو سمتين :
السمة الأُولى : اقتراف السيئات.
السمة الثانية : الإصرار على ارتكابها علىٰ نحو تحيط بقلوبهم وأرواحهم ونفوسهم.
ومن الجدير بالذكر أنّ إحاطة الخطايا بالروح والنفس تُسفر عن انسداد طرق الهداية أمام القلوب والأرواح والأنفس ، فلا يستجيب لنداء الأنبياء والرسل ومثل هذا يساوق الشرك والكفر.
والدليل على أنّ المراد ليس مطلق من اقترف الخطيئة ، انّه سبحانه يعطف على قوله : ( كَسَبَ سَيِّئَةً ) قوله : ( وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) وبيّن بذلك أنّ هذا الإنسان صار لكثرة الذنوب والخطايا غاصّاً فيها لا يتأثر بهداية الهادين ، ونصح الناصحين.
وبعبارة أُخرى : انّ الإنسان الغارق في الآثام والمعاصي ينزلق ـ رويداً رويداً ـ إلى هاوية الكفر والجحود بآيات الله ورسله ، يقول سبحانه : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ ). (٢)
فالآية إنذار لمن يقترف المعاصي ويظن انّه لا يضر الإيمان ، فانّ اقتراف المعاصي شيئاً فشيئاً بلا توبة وندم بينها ربما يؤول مصيره إلى الكفر وتكذيب آيات الله.
وممّا يؤكد ورود الآية ( بَلَىٰ مَن كَسَبَ ) في حقّ الكافرين ، الآية المتقدمة
__________________
١. البقرة : ٨١.
٢. الروم : ١٠.