تجسّم الأعمال بواقعها الأُخروي كي لا تكون هناك ذريعة للمجرم.
فكما أنّ للأعمال ظهورين ، فهكذا الحال للملكات التي يكتسبها الإنسان في هذه الدنيا ، فتارة يكتسب ملكة الإطاعة والعدل ، وأُخرىٰ يكتسب ملكة التمرد والعصيان ، فلكلّ من الملكتين ظهور دنيوي وظهور أُخروي يتنعم الإنسان بواحدة منهما ويعذب بالأُخرى ، وهكذا الحال في النيات.
يقول الحكيم السبزواري في هذا الصدد :
فاعتبار خُلقه الإنسانُ |
|
|
|
مَلَكٌ أو أعجمُ أو شيطان |
|
فهو وإن وحد دنيا ، وزعا |
|
|
|
أربعة عقبى فكان سبعاً |
|
بهيمة مع كون شهوة غضب |
|
|
|
شيمته وان عليه قد غلب |
|
مكرٌ فشيطانٌ وإذ سجية |
|
|
|
سنيّة فصورة بهيّة (١) |
|
هذا إجمال ما ذكره أهل المعرفة في تجسّم الأعمال ، وعلى ضوء ذلك فليس للجنة ولا للنار حقيقة وراء تجسّم الأعمال التي اكتسبها الإنسان.
ويمكن أن يقال إنّ تجسّم الأعمال يشكل حيزاً من الجنة والنار ، ولكن لهما حقيقة أوسع من تجسم الأعمال.
فلنذكر من الآيات والروايات ما يدل عليه.
__________________
١. منظومة السبزواري : ٣٤٧ ، الفريدة الرابعة من المقصد الثالث.