انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ). (١)
فلم يكن النفاق ينفعهم في الدنيا ولا الآخرة ، وتكون عاقبتهم هي الدرك الأسفل من النار مقروناً بالعذاب الأليم.
يقول سبحانه : ( بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) (٢) ، ويقول أيضاً : ( إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ). (٣)
وهذه الآيات توحي إلىٰ شدة خصومتهم للحق ولذلك جُوُزُوا بأشد مجازاة.
وأخيراً نود أن نختم الموضوع بهذه الشذرة من كلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نقله عنه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام حول النفاق والمنافقين جاء فيها : « ولقد قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّي لا أخاف على أُمّتي مؤمناً ولا مشركاً ، ولكنّي أخاف عليكم كلّ منافق الجنان ، عالم اللسان ، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون ». (٤)
وممّا يؤكد قلق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المتزايد حيال المنافقين ، هو انّه سبحانه في سورة البقرة تطرق إلى الكافرين واقتصر في حقِّهم علىٰ آيتين ، وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ). (٥)
ولكنّه تبارك وتعالى لما تطرق إلى المنافقين عقب الكافرين تكلم عنهم
__________________
١. الحديد : ١٣.
٢. النساء : ١٣٨.
٣. النساء : ١٤٥.
٤. نهج البلاغه ، قسم الرسائل ، برقم ٢٧.
٥. البقرة : ٦ ـ ٧.