له ، يقول سبحانه : ( خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ). (١)
كما أنّها تجيب عن السؤال الثالث بأنّ الحياة الدنيويّة قنطرة للحياة الأُخروية ، وليس الموت فناء للإنسان ، بل انتقال من نشأة إلىٰ أُخرى ، تبتدأ بموته وتستمر بحياته البرزخية ثمّ الأُخروية حتى يبلغ مصيره في تلك النشأة.
ولأجل الإشارة إلى أنّ الحياة الأُخروية أكمل من الحياة الدنيوية ، سمّىٰ بداية تلك النشأة بأسماء مختلفة ، وهي بين ما عبّر عنها بلفظ اليوم مضافاً أو موصوفاً ، بوصف من أوصاف ذلك اليوم ، أمّا الأوّل فكالتالي :
١. يوم القيامة ، ٢. يوم الدين ، ٣. يوم الآخر ، ٤. يوم عظيم ، ٥. يوم كبير ، ٦. يوم محيط ، ٧. يوم الحسرة ، ٨. يوم عقيم ، ٩. يوم عليم ، ١٠. يوم الوقت المعلوم، ١١. يوم الحق ، ١٢. يوم مشهود ، ١٣. يوم البعث ، ١٤. يوم الفصل ، ١٥. يوم الحساب ، ١٦. يوم التلاق ، ١٧. يوم الأزفة ، ١٨. يوم التناد ، ١٩. يوم الجمع ، ٢٠. يوم الوعيد ، ٢١. يوم الخلود ، ٢٢. يوم الخروج ، ٢٣. يوم عسير ، ٢٤. يوم التغابن ، ٢٥. اليوم الموعود ، ٢٦. يوماً عبوساً ، ٢٧. يوم معلوم ، ٢٨. يوم لا ريب فيه ، ٢٩. يوم الفتح. (٢)
فقد أُضيف اليوم في هذه الأسماء إلىٰ شيء يومئ إلى حال من أحوال ذلك اليوم ، وأمّا الثاني أي تسميته بشيء من أوصافه ، وهي أيضاً كالتالي :
__________________
١. الذاريات : ٥٦.
٢. « يوم الفتح » ( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ ). ( السجدة : ٢٩ ).
والمراد من الفتح هو الحكم بالثواب والعقاب يوم القيامة ، وكان المشركون يسمعون المسلمين يستفتحون بالله عليهم ، فقالوا لهم : متى هذا الفتح ، أي متى هذا الحكم فينا ؟ فأُجيبوا بما في الآية ويؤيده قوله سبحانه : ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ) ( سبأ : ٢٦ ).