فالنشأة الأُولى دار القوة والاستعداد والمزرعة لبذور الأرواح ، ونبات النيات والاعتقادات ، والأُخريتان كلّ منهما دار التمام والفعلية وحصول الثمرات وحصاد المزروعات. (١)
ويقول الحكيم السبزواري :
انّ الذي بالعقل بالفعل انتقىٰ |
|
فهو لعالم العقول مرتقىٰ |
في المعاد الروحاني وهو الحشر إلى الله وصفاته وأفعاله الإبداعية ، « انّ الذي » من العقل بالقوة « بالعقل بالفعل انتقىٰ » والانتقاء بمعنى الاختيار ، « فهو لعالم العقول » اللام بمعنى إلىٰ « مرتقىٰ » بعد المفارقة عن البدن بالموت ، والمراد من الارتقاء أعمّ ممّا هو بعد أزمنة المكث قليله أو كثيره في عالم المثال متنعماً بالصور البهية المستنيرة وممّا هو بغير مكث فانّ الذي صار عقلاً بالفعل أعمّ من الكامل في الحكمتين العلمية والعملية والكامل في العلمية دون العملية فانّ النفس لا تخلو عن أقسام خمسة : إمّا أن تكون كاملة في الحكمتين العلمية والعملية ، أو متوسطة فيهما ، أو كاملة في العلمية دون العملية ، أو في العملية دون العلمية ، أو ناقصة فيهما. (٢)
__________________
١. الأسفار : ٩ / ٢١ ـ ٢٢.
٢. شرح المنظومة : ٣٢٩ ـ ٣٣٠.