١١ ـ بصيرة فى غل
الغلّ والغلّة والغلل والغليل : العطش ، وقيل : شدّة العطش وحرارة الجوف. وقد غلّ يغلّ ـ بفتحهما (١) وبضمهما ـ فهو مغلول وغليل ومغتلّ. وبعير غالّ وغلّان ، وقد غلّ يغل بفتحهما.
والغلّ معروف ، والجمع : أغلال. وغلّه : وضع فى عنقه أو يده الغلّ. ويقال للبخيل : مغلول اليد ، قال تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ)(٢) ، أى رموه بالبخل. وقيل : إنهم لمّا سمعوا أنّ الله قد قضى كلّ شىء قالوا : إذا يد الله مغلولة ، أى فى حكم المقيّد لكونه فارغا. فقال تعالى ذلك.
وقوله تعالى : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً)(٣) أى منعناهم فعل الخير ، وذلك نحو وصفهم بالطّبع والختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم. وقيل : بل ذلك وإن كان بلفظ الماضى فإنه إشارة إلى ما يفعل بهم فى الآخرة كقوله : (وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٤).
والغلّ والغليل : الحقد والضّغن ، وقد غلّ / صدره يغلّ ، قال تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ)(٥) وغلّ غلولا وأغلّ : خان. وقيل : خاصّ بالفىء.
وقوله تعالى : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ)(٦) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم
__________________
(١) فى التاج : «قال شيخنا : قوله بفتحهما هذا فى الظاهر. وأما فى الأصل فالماضى مكسور كمل يمل كما هو السماع والقياس ، لأن عينه ولامه ليسا أو أحدهما حرف حلق»
(٢) الآية ٦٤ سورة المائدة
(٣) الآية ٨ سورة يس
(٤) الآية ٢٣ سورة سبأ
(٥) الآية ٤٣ سورة الأعراف ، والآية ٤٧ سورة الحجر
(٦) الآية ١٦١ سورة آل عمران