٦ ـ بصيرة فى محص ومحق ومحل
مادّة (م ح ص) موضوعة للدلالة على تخليص الشىء وتنقيته. محّص الذهب بالنار : أخلصه ممّا يشوبه. وفى حديث علىّ رضى الله عنه وذكر فتنة : «يمحّص الناس فيها كما يمحّص ذهب المعدن» أى يختبرون فيها كما يختبر الذهب فى النار فيعرف جودته من رداءته.
والممحوص والمحيص : السنان المجلوّ. وقد محصه. وفرس ممحوص القوائم : إذا خلص من الرهل. والأمحص : الذى يقبل اعتذار الصادق والكاذب. وأمحص : إذا برأ : والتمحيص : الابتلاء والاختبار.
وقوله تعالى : (وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا)(١) ، قال ابن عرفة : أى ليبتليهم ، قال : ومعنى التمحيص : النقص ، يقال : محّص الله عنك الذنوب أى نقصها ، فسمّى الله ما أصاب المسلمين من بلاء تمحيصا لأنه ينقص ذنوبهم ، وسمّاه للكافرين محقا. وقيل : هو من محصت العقب (٢) من اللحم : إذا نقّيته منه لتفتله وترا ، فأراد أنه يخلّصهم من الذنوب. وقال تعالى : (وَلِيُمَحِّصَ / ما فِي قُلُوبِكُمْ)(٣) ، التمحيص هاهنا كالتزكية والتطهير ونحو ذلك من الألفاظ. ويقال فى الدعاء : اللهم محّص عنّا ذنوبنا ، أى أزل ما علق بنا من الذنوب. وإذا أصابهم مرض قالوا : اللهم اجعله تمحيصا لا تبغيضا ، وأدبا لا غضبا.
__________________
(١) الآية ١٤١ سورة آل عمران.
(٢) العقب : العصب.
(٣) الآية ١٥٤ سورة آل عمران.