٢٨ ـ بصيرة فى كلأ وكلا وكلتا
كلأه الله يكلؤه كلاءة مثل قرأ قراءة : حفظه. واذهب فى كلاءة الله أى حفظه ونظره ومراقبته. والمادّة موضوعة للدلالة على مراقبة ونظر ، وعلى الثبات ، قال تعالى : (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) أى بدل الرحمن. والمكلّأ والكلّاء : شاطئ النهر ، قال سيبويه : هو فعّال مثال جبّار ، والمعنى أن الموضع يدفع الريح عن السفن ويحفظها. واكتلأت عينى : إذا لم تنم وسهرت. وحذرت أمرا واكتلأت منه : احترست. وكلأته كلء : ضربته بالسوط. والكالئ : النسيئة. وبلغ الله بك أكلأ العمر أى آخره وأبعده. وكان الأصمعىّ لا يهمز (١) وينشد.
وإذا تباشرك الهمو |
|
م فإنّه كال وناجز (٢) |
أى منها نسيئة ومنها ما هو نقد.
وكلا وكلتا : مفردان لفظا مثنيان معنى ، مضافان أبدا لفظا ومعنى إلى كلمة واحدة معرفة دالّة على اثنين : إمّا بالحقيقة والتنصيص ، نحو : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ)(٣) ، ونحو : (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما)(٤) ؛ أو بالحقيقة والاشتراك نحو : كلانا ، فإن (نا) مشتركة بين الاثنين والجماعة ؛ أو بالمجاز كقوله :
إنّ للخير وللشرّ مدى |
|
وكلا ذلك وجه وقبل (٥) |
__________________
(١) أى لا يهمز الكالى بمعنى النسيئة
(٢) هو لعبيد بن الابرص كما فى التاج
(٣) الآية ٣٢ سورة الكهف
(٤) الآية ٢٣ سورة الاسراء
(٥) من قصيدة لعبد الله بن الزبعرى (انظر جامع الشواهد / ٨٠)