وقرئ : (كلاً سيكفرون بعبادتهم) (١) بالتنوين ، إما على أنّه مصدر كلّ إذا أعيا ، أى كلّوا فى دعواهم وانقطعوا ، أو من الكلّ وهو الثقل أى حملوا كلّا. وجوّز الزمخشرىّ كونه حرف الردع نوّن كما فى (سلاسلاً) (٢) وردّ عليه بأنّ (سلاسلا) اسم أصله التنوين فردّ إلى أصله. ويصحّح تأويل الزمخشرىّ قراءة من قرأ : (والليل إذا يسرٍ) (٣) بالتنوين إذ الفعل ليس أصله التنوين.
وقال ثعلب : كلّا مركب من كاف التشبيه ولا النافية ، وإنما شدّدت لامها لتقوية المعنى ولدفع توهّم بقاء معنى الكلمتين. وعند غيره بسيطة ؛ كما ذكرنا. والله أعلم.
__________________
(١) الآية ٨٢ سورة مريم
(٢) أى فى الآية ٤ سورة الانسان. والذى فى الكشاف أن ألف (كلا) قلبت نونا فى الوقف كما قلبت ألف (قَوارِيرَا) * نونا. وما هنا منقول عن المغنى فى مبحث كلا. وقد أجرى الوصل مجرى الوقف على تخريج الزمخشرى.
(٣) الآية ٤ سورة الفجر