٢٨ ـ بصيرة فى قلد وقلم وقلى
القلادة : الّتى تجعل فى العنق. وقوله تعالى : (وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ)(١) القلائد من الهدى : ما يقلّد بلحاء الشجر. وكان الحرمىّ (٢) كلّما سافر قلّد ركابه بلحاء (٣) أشجار الحرم ، فيعتصم بذلك ممّن أراده بسوء. وذو القلادة : الحارث بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار. وقلائد الشعر : البواقى على الدّهر. وقيل لأعرابى : ما تقول فى نساء بنى فلان؟ فقال : قلائد الخيل ، أى هنّ كرائم ؛ وذلك لأنّه لا يقلّد من الخيل إلّا سابق كريم.
والإقليد : المفتاح. والجمع المقاليد ، كما قالوا : ملامح (٤) ومحاسن ، ومشابه ، ومذاكير (٥). وقوله تعالى : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ)(٦) قال أبو محمّد إسماعيل بن عبد الرّحمن السدّىّ : أى خزائن السّماوات والأرض : وقال مجاهد بن جبر المكّىّ : أى مفاتيح السماوات والأرض. واحدها إقليد. قال تبّع :
وأقمنا به من الدّهر سبتا |
|
وجعلنا لبابه إقليدا (٧) |
والإقليد معرّب كليد ،
القلم : ما يكتب به ، والجمع. أقلام وقلام ، قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ)(٨) ، وقال تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ)(٩)
__________________
(١) الآية ٢ سورة المائدة
(٢) نسبة إلى الحرم على غير قياس. والحرم : مكة هنا
(٣) اللحاء : القشر.
(٤) الملامح : واحدتها لمحة. والمحاسن : واحدها حسن ، والمشابه : واحدها شبه. والمذاكير : واحدها ذكر.
(٥) الآية ٦٣ سورة الزمر ، والآية ١٢ سورة الشورى
(٦) سبتا أى دهرا. وقوله : «لبابه» أى لباب البيت الحرام
(٧) الآية ٢٧ سورة لقمان
(٨) صدر سورة القلم