١٩ ـ بصيرة فى كفت
كفتّ الشىء أكفته ـ بالكسر ـ كفتا : إذا ضممته إلى نفسك ، يقال : اللهمّ اكفته إليك. وفى الحديث الصحيح : «يقول الله تعالى للكرام الكاتبين : إذا مرض عبدى فاكتبوا له مثل ما كان يعمل فى صحّته حتى أعافيه أو أكفته» ، وفى الحديث الآخر : «واكفتوا صبيانكم». وكفته عن وجهه صرفه. وكفت : أسرع. وكفت : ساق سوقا شديدا. ورجل كفت وكفت وكفيت سريع. ووقع فى النّاس كفت : موت وضمّ إلى القبر. والكفات : الطيران السريع ، والكفات : الموضع الذى يكفت فيه شىء أى يضمّ. وقوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً)(١) أى ذات كفت ، أى ضمّ وجمع ، بضمّهم أحياء على ظهورها وأمواتا فى بطونها. وكفتة ، خصّ بقيع الغرقد من المدينة النبوية على ساكنها السّلام بأن سمّى بها لأنه لا يبقى من الإنسان إذا دفن فيها شىء من شعر ولا بشر ولا ضرس ولا عظم إلا ذهب ، وذلك لأنها سبخة فلا تلبث (٢) أن (٣) تأكل ما يدفن فيها ، كأنه يضمّ إلى بطنها كلّ ذلك.
وفى الحديث : «حبّب إلىّ من دنياكم الطيب والنساء ، ورزقت الكفيت (٤)» ، أى ما أكفت به معيشتى أى أضمّها. وقيل : أى رزقت القوّة على الجماع ؛ وقيل : الكفيت : قدر أنزلت من السّماء فأكل منها وقوى على الجماع. ونزول القدر لم يصح عند أهل الحديث.
__________________
(١) الآية ٢٥ سورة المرسلات
(٢) أى بقيع الغرقد
(٣) فى الأصلين : «ألا»
(٤) الحديث فى النهاية عن الهروى