٣ ـ بصيرة فى فتر وفتق وفتل وفتن
فتر الحرّ : سكن ، والماء الحارّ : لانت شدّة حرارته. وقوله تعالى : (عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ)(١) أى سكون حال عن مجىء رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقوله تعالى : (لا يَفْتُرُونَ)(٢) أى لا يسكنون عن نشاطهم فى العبادة (٣). والطرف الفاتر : الذى فيه ضعف مستحسن.
والفتق : الشقّ ، فتقه وفتّقه فتفتّق وانفتق. ومفتق القميص : مشقّه. قال تعالى : (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما)(٤). والفتق أيضا : شقّ عصا الجماعة ، ووقوع الحرب بينهم. والفتق والفتق والفتيق : الصّبح.
فتل الحبل وفتّله : لواه فهو فتيل ومفتول ، وقد انفتل وتفتّل. وفتل وجهه عنهم : صرفه. وقوله : (وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً)(٥) مثل فى الحقارة والقلّة ، وهو ما يكون فى شقّ النّواة لكونه على هيئة الفتيل. وقيل : هو ما تفتله بين أصابعك من خيط أو وسخ.
والفتن : الفنّ ، والحال ، والإحراق. ومنه قوله تعالى : (عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ)(٦). والمفتون والفتنة : الخبرة ، مصدر كالمعقول والمجلود. ومنه قوله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ)(٧). والفتنة أيضا : إعجابك بالشىء ، فتنه
__________________
(١) الآية ١٩ سورة المائدة
(٢) الآية ٢٠ سورة الأنبياء
(٣) كذا فى الأصلين ، والمناسب : «التسبيح»
(٤) الآية ٣٠ سورة الأنبياء
(٥) الآية ٧٧ سورة النساء
(٦) الآية ١٣ سورة الذاريات
(٧) الآية ٦ سورة القلم. هذا وقد فسر المفتون على أنه مصدر فى الآية بالجنون لا بالخبرة وسيذكر هذا التفسير