١١ ـ بصيرة فى كرم
الكرم ضدّ اللّؤم. كرم ـ بالضمّ ـ كرامة وكرما وكرمة ـ محرّكتين ـ فهو كريم وكريمة وكرمة ـ بالكسر ـ ومكرم ومكرمة وكرام وكرّام وكرّامة ، والجمع : كرماء وكرام وكرائم. وجمع الكرّام : كرّامون. ورجل كرم ـ محركة ـ أى كريم ، يستوى فيه الواحد والجمع. ويا مكرمان للكريم الواسع الخلق. وأكرمه وكرّمه : عظّمه ونزّهه. واختلفوا فى معنى الكريم على ثلاثين قولا ذكرناها فى غير هذا الموضوع.
والكرم إذا وصف الله به فهو اسم لإحسانه وإنعامه ، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة / الّتى تظهر منه ، ولا يقال : هو كريم حتّى يظهر منه ذلك. قال بعض العلماء : الكرم كالحرّية إلّا أنّ الحرّية قد تقال فى المحاسن الصّغيرة والكبيرة ، والكرم لا يقال إلّا فى الكبيرة ؛ كإنفاق مال فى تجهيز جيش الغزاة ، وتحمّل حمالة (١) ترقأ (٢) بها دماء قوم.
وقوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)(٣) إنما كان كذلك لأنّ الكرم الأفعال المحمودة ، وأكرمها ما يقصد به أشرف الوجوه ، وأشرف الوجوه ما يقصد به وجه الله ، فمن قصد بها ذلك فهو التّقىّ. فإذا أكرم
__________________
(١) الحمالة : الدية يحملها قوم عن قوم.
(٢) أى تسكن ، ويكف أولياؤها عن الأخذ بالثأر. يقال : رقأ الدمع : سكن وجف
(٣) الآية ١٣ سورة الحجرات