٨ ـ بصيرة فى فرش وفرض
الفرش : بسط الثياب ، والمفروش : فرش أيضا وفراش ، قال تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً)(١) أى ممهّدة غير نابية بتعسير الاستقرار عليها. وجمع الفراش : فرش ، قال تعالى : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ)(٢). ويكنى بالفراش عن كلّ من الزوجين. وفلان كريم المفارش ، أى النساء ، قال أبو كبير الهذلىّ :
سجراء نفسى غير جمع أشابة |
|
حشدا ولا هلك المفارش عزّل (٣) |
وقال صلىاللهعليهوسلم : «الولد للفراش (٤)». وفرشته أفرشه أى بسطته له كلّه. وفرشت له فراشا ، وفرشته إيّاه ، وأفرشته.
ورأيت فراشة وهى واحد الفراش للطويئر الذى يتعرّض لإحراق نفسه ، قال تعالى : (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ)(٥). وما فلان [إلّا (٦)] فراشة ، مثل فى الحقارة وخفّة الرأس.
وقوله تعالى : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً)(٧) ، فالحمولة : ما يطيق الحمل ، والفرش (٨) : ما لا يطيقه لصغره وضعفه.
__________________
(١) الآية ٢٢ سورة البقرة
(٢) الآية ٣٤ سورة الواقعة
(٣) سجراء نفسى أى أصدقائى وأصفيائى ، وهو وصف لأصحابه الذين كانوا سرية فى البيت السابق. و (حشدا) أى لا يدعون عند أنفسهم شيئا من الجهد والنصرة. والأشابة : الأخلاط (ولا هلك المفارش) : يصف نساءهم بالعفة والتصون. وانظر ديوان الهذليين ٢ / ٩٠
(٤) ورد فى الجامع الصغير عن الصحيحين وغيرهما. وقال المناوى : هو متواتر فقد جاء عن بضعة وعشرين من الصحابة.
إن أريد من الفراش الزوج فالكلام على ظاهره ولا حذف ، وإن أريد به الزوجة فالكلام على حذف مضاف أى لزوج الفراش أو لمالكها.
(٥) الآية ٤ سورة القارعة
(٦) زيادة من الأساس
(٧) الآية ١٤٢ سورة الأنعام
(٨) فى الأصلين : «من الفرش» والمناسب ما أثبت