٣٤ ـ بصيرة فى قهر وقوى
القهر : الاستيلاء والغلبة على طريق التذليل ، قال تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)(١).
والقوّة ضدّ الضعف ، والجمع : قوى وقوى. والقواية ـ بالفتح (٢) ـ : القوة. قوى يقوى ـ كرضى يرضى ـ فهو قوىّ. وتقوّى واقتوى. وقوّاه الله. وفلان قوىّ مقو أى فى نفسه ودابّته.
وقد تستعمل القوة بمعنى القدرة ؛ نحو : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ)(٣). وتستعمل للتهيّؤ الموجود فى الشىء ، وأكثر من يستعمل هذا الفلاسفة ، ويستعملونه على وجهين : أحدهما أن يقال لما كان موجودا ، فيقال : كاتب بالقوّة ، أى معه المعرفة بالكتابة ؛ لكنه ليس يستعمل. والثانى يقال : فلان كاتب بالقوّة ، وليس يعنى أنّ معه العلم بالكتابة ، ولكن معناه : يمكنه أن يتعلّم الكتابة.
والقوّة تستعمل فى البدن تارة ، وفى القلب تارة ، وفى المعاون من خارج تارة ، وفى القدرة الإلهية تارة.
ففى البدن قوله تعالى : (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)(٤) ، وقوله : (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ)(٥) ، فالقوّة هاهنا قوّة البدن بدلالة أنه رغب عن القوّة الخارجة
__________________
(١) الآية ٩ سورة الضحى
(٢) كذا. وفى اللسان والتاج : بالكسر
(٣) الآية ٩٣ سورة البقرة
(٤) الآية ١٥ سورة فصلت
(٥) الآية ٩٥ سورة الكهف