٣٢ ـ بصيرة فى عقب
عاقبة كلّ شىء : آخره. وقولهم : ليس لفلان عاقبة ، أى ولد. والعاقبة أيضا : مصدر عقب فلان مكان أبيه عاقبة ، أى خلفه ، وهو اسم جاء بمعنى المصدر كقوله تعالى : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ)(١).
وعقب الرّجل وعقبه : ولده وولد ولده. وقوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٢) أى جعل كلمة التوحيد باقية فى ولده.
والعقب والعقب ـ بضمّة وبضمّتين : العاقبة. قال الله تعالى : (خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً)(٣). وتقول أيضا : جئت فى عقب شهر رمضان ، وفى عقبانه : إذا جئت بعد ما يمضى كلّه.
ويعقوب : اسم النبىّ ، لا ينصرف للعجمة والتعريف ، واسمه إسرائيل. وقيل له يعقوب ، لأنه ولد مع عيصو فى بطن واحد. ولد عيصو قبله ويعقوب متعلّق بعقبه ، خرجا معا ، فعيصو أبو الروم ، قاله الليث.
والعقبى : جزاء الأمر. وقوله تعالى : (وَلا يَخافُ عُقْباها)(٤) أى لا يخاف أن يعقّب على عقوبته من يدفعها ، أى يغيّرها. وقيل : لم يخف القاتل عاقبتها ، والقاتل هو عاقرها قدار بن سالف. وأعقبه بطاعته أى جازاه. وقوله تعالى : (فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً)(٥) أى أضلّهم بسوء فعلهم عقوبة لهم.
والمعقّبات : ملائكة اللّيل والنهار لأنّهم يتعاقبون. وإنّما أنّث لكثرة
__________________
(١) الآية ٢ سورة الواقعة
(٢) الآية ٢٨ سورة الزخرف
(٣) الآية ٤٤ سورة الكهف
(٤) الآية ١٥ سورة الشمس
(٥) الآية ٧٧ سورة التوبة