٢٠ ـ بصيرة فى لن وليت (واللات)
لن : حرف نصب ونفى واستقبال ، ولا يفيد توكيد المنفى ، ولا التأبيد ، خلافا للزمخشرى ؛ ولو كانت للتأبيد لم يقيّد منفيّها باليوم فى قوله تعالى : (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)(١) ، ولكان ذكر الأبد فى قوله تعالى : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً)(٢) تكرارا ، والأصل عدمه.
ويأتى للدّعاء كقوله :
لن يزالوا كذلكم ثم لا زل |
|
ت لهم خالدا خلود الجبال (٣) |
ومنه قوله تعالى : (قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ)(٤)
وتلقّى القسم بها وبلم نادر جدا ، كقول أبى طالب :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم |
|
حتّى أوسّد فى التراب دفينا (٥) |
وقد يجزم بها ؛ كقوله :
* فلن يحل للعينين بعدك منظر*
وليت حرف تمنّ يتعلق بالمستحيل غالبا ؛ كقوله :
فيا ليت الشّباب يعود يوما |
|
فأخبره بما فعل المشيب (٦) |
__________________
(١) الآية ٢٦ سورة مريم.
(٢) الآية ٩٥ سورة البقرة.
(٣) نسبه فى جامع الشواهد / ٢٥٠ لأعشى همدان ولم أقف عليه فى شعره بديوان الأعشين.
(٤) الآية ١٧ سورة القصص.
(٥) جامع الشواهد / ٢٩٠
(٦) من قصيدة لأبى العتاهية. وانظر شواهد العينى على هامش الخزانة ٢ / ٢٢٥.