٣٤ ـ بصيرة فى عقل
العقل : ضدّ الحمق كالمعقول ، والجمع : عقول. عقل يعقل وعقّل فهو عاقل ، والجمع : عقلاء. وعقل الدّواء البطن يعقله ويعقله : أمسكه. وعقل الشىء : فهمه. وله قلب عقول. وعقل البعير : شدّ وظيفه (١) إلى ذراعيه ، كعقّله واعتقله ، والقتيل : وداه ، وعنه : أدّى دية جنايته ، وإليه عقلا وعقولا : لجأ.
وسمّى العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عمّا لا يحسن. وهو القوّة المتهيّئة لقبول العلم. ويقال للعلم الّذى يستفيده الإنسان بتلك القوّة العقل أيضا ؛ ولهذا قيل : (العقل (٢) عقلان ، فمطبوع ومسموع ، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع ، كما لا تنفع الشّمس وضوء العين ممنوع) / وإلى الأوّل يشير ما روى فى بعض الآثار : ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل. وكذا : أوّل ما خلق الله العقل. وإلى الثانى يشير ما (٣) روى : ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى ، أو يردّه عن ردى. وهذا العقل هو المعنىّ بقوله تعالى : (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ)(٤). وكلّ موضع ذمّ الله الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثانى ، وكلّ موضع رفع التكليف عن العبد فإشارة إلى الأوّل.
__________________
(١) الوظيف من الحيوان : مقدم الساق
(٢) هذا كلام مسجوع ينسب للامام على رضى الله عنه. وقد نظمه بعضهم فى قوله :
رأيت العقل عقلين |
|
فمطبوع ومسموع |
ولا ينفع مسموع |
|
إذا لم يك مطبوع |
كما لا تنفع الشمس |
|
وضوء العين ممنوع |
(٣) فى الأصلين : «بما»
(٤) الآية ٤٣ سورة العنكبوت