١٢ ـ بصيرة فى كره
الكره والكره ـ بالفتح والضمّ ـ : الإباء ، والمشقّة. وقيل : الكره ـ بالضمّ ـ : ما أكرهت نفسك عليه ، والكره ـ بالفتح ـ : ما أكرهوك عليه. كرهه ـ بالكسر ـ كرها وكرها وكراهة وكراهية ـ بالتخفيف ـ ومكرهة ومكرها. وشىء كره وكريه أى مكروه. وكرّهه إليه : صيّره كريها.
وقيل : الكره على ضربين : أحدهما : ما يعافه (من حيث) (١) الطّبع ، والثانى : ما يعافه من حيث العقل والشرع. ولهذا يصحّ أن يقال فى الشىء الواحد : أريده وأكرهه (٢) ، قال تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ)(٣) أى تكرهونه طبعا ، ثم قال : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) وبيّن به أنه لا يجب للإنسان أن يعتبر كراهيته للشىء أو محبّته له حتّى يعلم حاله. وقوله : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(٤) تنبيه أن أكل لحم الأخ شىء قد جبل الطّبع على كراهته له ، وإن تحرّاه الإنسان. وقوله تعالى : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ)(٥) نهى عن حملهن على ما فيه كره وكره (٦).
__________________
(١) زيادة من الراغب
(٢) «بمعنى أريده من حيث الطبع ، وأكرهه من حيث العقل والشرع» من التاج
(٣) الآية ٢١٦ سورة البقرة
(٤) الآية ١٢ سورة الحجرات
(٥) الآية ٣٢ سورة النور
(٦) الكره ـ بالضم ـ هو الاختيارى الذى يكون من نفس الانسان ، والكره ـ بالفتح ـ ما يكون من الخارج كما سبق.