المراد زوال القوّة الحيوانيّة ، ومفارقة الرّوح البدن. وقوله : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)(١) قيل معناه : ستموت تنبيها على أنه لا بدّ لكلّ أحد من الموت ، وقيل : بل إشارة إلى ما يعترى الإنسان دائما من التحلّل (٢) والنقص ؛ فإن البشر ما دام فى الدّنيا يموت جزءا فجزءا.
والميتة من الحيوان : ما مات بغير تذكية. والمستميت : المتعرّض للموت الذى لا يبالى فى الحرب من الموت. والمستميت للأمر : المسترسل. والموتة ـ بالضمّ ـ شبه الجنون والصّرع ، كأنه من موت العلم والعقل. ومنه رجل موتان القلب وامرأة موتانة. وأماته الله وموّته للمبالغة. وأمات فلان : إذا مات له ابن أو بنون ، وكذلك الناقة والمرأة ، فهى مميت ومميتة ، وجمعها : مماويت. وأمات الشىء طبخا : بالغ فى نضجه ، وموّتت الإبل : ماتت ، فهو لازم ومتعدّ. قال مجنون عامر :
فعروة مات موتا مستريحا |
|
فها أنا ذا أموّت كلّ يوم (٣) |
والمتماوت من صفة الناسك.
__________________
(١) الآية ٣٠ سورة الزمر.
(٢) فى الأصلين : «التخلل» وما أثبت هو المناسب.
(٣) قبله. :
عجبت لعروة العذرى أضحى |
|
أحاديثا لقوم بعد قوم |
وانظر الأغانى (الدار) ٢ / ٨٤. وفيها : «وها أنا ميت فى» فى مكان «فها أنا ذا أموت».