قوله تعالى : (وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
وكان هذا مظهرا من مظاهر نقض اليهود للعهود ، حيث كان مأخوذا عليهم من قبل : أن يؤمنوا بكلّ رسول يأتي من عند الله مصدّقا لما معهم ، ومتوافقا مع دلائل أوضحتها كتبهم ، فينصروه ويؤازروه ولكنّهم على العكس ناكروه ونابذوه على غرار الّذين لا علم لهم ولا كتاب.
[٢ / ٢٨٣٢] قال مقاتل بن سليمان : الفريق الّذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، هم : كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وأبو ياسر بن أخطب ، وسعيد بن عمرو الشاعر ، ومالك بن الضيف ، وحييّ بن أخطب ، وأبو لبابة بن عمرو. (١)
[٢ / ٢٨٣٣] وقال أبو مسلم : لمّا جاءهم رسول الإسلام بهذا الكتاب (القرآن العظيم) فلم يقبلوه ، صاروا نابذين للكتاب الأوّل أيضا ، الذي جاءت فيه البشارة بنبيّ الإسلام. (٢)
[٢ / ٢٨٣٤] وفي رسالة أبي جعفر الباقر عليهالسلام إلى سعد الخير : «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ...» (٣).
__________________
(١) تفسير مقاتل ١ : ١٢٦.
(٢) مجمع البيان ١ : ٣١٩ ـ ٣٢٠.
(٣) الكافي ٨ : ٥٣ ـ ٥٤ / ١٦.