بعد لب [١] ، أي : إقامة بعد إقامة ، من لب بالمكان ـ أو ألب ـ أي : أنام. والاولى كونه من « لب » [٢]. وعلى هذا ، فأصله ( لبين لك ) ، فحذف اللام ، وأضيف إلى الكاف ، فحذف النون. وحاصل معناه : إجابتين لك [٣]. وربما يحتمل أن يكون من ( لب ) ، بمعنى : واجه [٤] ، يقال : « داري تلب دارك » ، أي : تواجهها. فمعناه : مواجهتي وقصدي لك. وأما احتمال كونه من ( لب الشيء ) أي : خالصة ، فيكون بمعنى إخلاصي لك فبعيد [٥]. كما
______________________________________________________
[١] حكى بعض عن الخليل ، وأنشد :
لب بأرض ما تخطاها الغنم
قال : ومنه قول طفيل :
رددن حصيناً من
عدي ورهطه |
|
وتيم تلبي في
العروج وتحلب |
وعن أبي الهيثم : أن معنى تلبي ـ في البيت المذكور ـ تحلب اللبأ تشربه
[٢] لأنها أنسب بهيئة الثلاثي.
[٣] ذكر ذلك جماعة من أهل اللغة ، من القدماء والمتأخرين.
[٤] احتمل ذلك جماعة ، كابن الأثير ، والجواهري ، والفيروزآبادي حكى احتماله عن الخليل وغيره.
[٥] وان احتمل الجماعة. وكأن وجه البعد : أنه لا يناسب مقام الجواب. أو لا يناسب هيئة الكلمة. واحتمل في القاموس وغيره أن المعنى محبتي : لك. مأخوذ من قولهم : « امرأة لبه » أو « أم لبة » بمعنى : محبة. وأنشد له :