من كان حاضراً ، أي : غير بعيد [١]. وحدّ البعد ـ الموجب
______________________________________________________
اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ، ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ، وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) (١). فان الظاهر رجوع اسم الإشارة إلى التمتع بالعمرة ، لأنه للبعيد لا رجوعه إلى ما بعده ، لأنه قريب. ويشكل الاستدلال المذكور : بأن ظاهر الآية الشريفة حصر التمتع بالنائي ، لا حصر النائي به ، كما هو المدعى.
وأما السنة فمستفيضة أو متواترة. منها : مصحح الحلبي السابق. ونحوه صحيح معاوية بن عمار (٢) ، وصحيح صفوان (٣). وفي صحيح الحلبي الآخر عن أبي عبد الله (ع) : « دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ، لأن الله تعالى يقول : ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ... ). فليس لأحد إلا أن يتمتع ، لأن الله أنزل ذلك في كتابه وجرت به السنة من رسول الله (ص) » (٤) إلى غير ذلك.
[١] على المشهور شهرة عظيمة ، بل لم يحك الخلاف في ذلك إلا عن الشيخ ـ في أحد قوليه ـ ويحيى بن سعيد. ويشهد له الكتاب الشريف ـ على ما عرفت ـ والنصوص ـ ففي صحيح الفضلاء ، عبد الله الحلبي وسليمان بن خالد وأبي بصير ، كلهم عن أبي عبد الله (ع) : « ليس لأهل مكة ، ولا لأهل مرّ ، ولا لأهل سرف متعة. وذلك : لقول الله عز وجل :
__________________
(١) البقرة : ١٩٦.
(٢) الوسائل باب : ٣ من أبواب أقسام الحج حديث : ١.
(٣) لم نعثر على الرواية في مظانها.
(٤) الوسائل باب : ٣ من أبواب أقسام الحج حديث : ٢.