الكافر نعمة لأنه تعالى بين أن إرسال الله رسوله نعمة على العالمين وعلى كل من أرسل إليه ووجه النعمة على الكافر عرضة الإيمان ولطف له في ترك معاصيه وقال ابن عباس هي نعمة على الكافر بأن عوفي مما أصاب الأمم قبلهم من الخسف والقذف.
قوله سبحانه :
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ليس فيه ما بهتوه والشرح غير الشق ولا يحيا الحي بعد ما شق صدره والمعصوم قلبه خال من الرين وليس في الظاهر ما يدل على مقالهم والوزر هو الثقل وسميت الذنوب أوزارا تشبيها بالثقل والمراد هاهنا عمة من قومه يوضحه قوله (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ).
قوله سبحانه :
(لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) الذنب مصدر وقد يضاف إلى فاعل ومفعول قولهم أعجبني ضرب زيد عمرا إذا أضافوه إلى الفاعل وأعجبني ضرب زيد عمرو إذا أضافوه إلى المفعول فيكون هذا مضافا إلى المفعول والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك من مكة والمغفرة الإزالة والنسخ لأحكام المشركين عليه أي يزيل الله ذلك عنك ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح لك من مكة فستدخلها فيما بعد وعلى هذا الوجه تكون المغفرة غرضا في الفتح وجزاء على الجهاد ولو أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) معنى معقول وقالوا (ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) أي ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك وما تأخر وقالوا ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر بشفاعتك ومعنى التقدم والتأخر ما تقدم زمانه وتأخر كما تقول صفحت عن السالف والأنف من ذنوبك وغفرت لك ما قدمت وأخرت كما يقال لرجل من قبيله أنتم فعلتم كذا أو قتلتم فلانا وإن كان المخاطب غير شاهد وحسنت إضافة ذنوب أمته إليه للاتصال وَرُوِيَ أَنَّ الصَّادِقَ سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ وَاللهِ مَا كَانَ لَهُ ذَنْبٌ وَلَكِنْ ضَمِنَ لَهُ أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَ شِيعَتِهِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِمْ وَمَا تَأَخَّرَ.
قوله سبحانه :
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) حديث المعراج على أربعة أوجه منها ما يقطع على صحته الكتاب والسنة أنه أسرى به على الجملة و