قوله سبحانه :
(لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) والمس هاهنا ما يكون معه إحساس وهو حلوله فيه لأن العذاب لا يمس الحيوان إلا أحس به ويكون المس بمعنى اللمس لأن في المس طلبا لإحساس الشيء فلهذا اختير هاهنا المس واللمس ملاصقة معها إحساس.
قوله سبحانه :
(حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) وصفه بأنه عقيم أي لا مثل له في عظم الأهوال الملك فيه لله تعالى لا ملك لأحد معه وإنما خص ذلك به لأن في الدنيا قد ملك الله أقواما أشياء كثيرة والملك اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور فالله تعالى يملك الأمور لنفسه وكل مالك سواه فإنما هو مملك بحكمه إما بدليل السمع أو بدليل العقل.
قوله سبحانه :
(ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) الذوق تناول الشيء بالفم لإدراك الطعم فهو أشد لإحساسه عند تفقده وطلب إدراك طعمه وهو هاهنا مجاز وكذلك قوله (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ).
قوله سبحانه :
(قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) فيها دلالة على من زعم أن من علم الله أنه لا يعصي فلا يجوز أن يتوعده بالعذاب وعلى زعم من زعم أنه لا يجوز أن يقال فيما قد علم أنه لا يكون أنه إن كان وجب فيه كيت وكيت لأنه كان المعلوم لله تعالى أن النبي ص لا يعصي معصية يستحق بها العقاب يوم القيامة ومع هذا فقد توعد به.
قوله سبحانه :
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً. يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) المعنى يضاعف له العذاب في كثرة الأجزاء لا أنه يضاعف استحقاقه لأن الله تعالى لا يعاقب بأكثر من المستحق لأن ذلك ظلم.