إلى الله ولا أملك إلا ما ملكني الله فكيف أملك لكم وقوله (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) إن يملكني إياه من نفع أو ضر فيمكنه مما جعل له أخذه أو أوجب عليه تركه.
قوله سبحانه :
(وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) أي من كثرة الثواب ومقدار ما لي وللمؤمنين وكثرة العقاب للكافرين والمنافقين وليس فيها ما يدل على ضعف يقين النبي ص بالله تعالى أو جهله بشيء لأن ذلك من علم الغيب لا يعلمه إلا الله أو من أنبأه وسبب نزوله أن النبي ص كان رأى في منامه أنه هاجر إلى أرض ذات نخل وشجر فقصها على أصحابه فاستبشروا بذلك وكانوا في أذى من المشركين فقالوا يا رسول الله متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت فنزلت الآية ثم قال إنما هو شيء رأيته في منامي ما أتبع إلا ما يوحى إلي.
قوله سبحانه :
(وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) يقول لهيات لسنة الجدب ما يكفينا
فصل
قوله تعالى : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) المراد به أمته قال ابن عباس نزل القرآن بإياك أعني فاسمعي يا جار مثل قوله (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَ) قال السيد عبد العظيم والسيد المرتضى سبب نزول هذه الآية أن النبي ص لما نص على أمير المؤمنين ع بالإمامة في ابتداء الأمر جاء قوم من قريش فقالوا يا رسول الله إن الناس قريبو عهد بالإسلام ولا يرضون أن تكون النبوة فيك والإمامة في ابن عمك فلو عدلت بها إلى غيره لكان صوابا فقال لهم النبي ص ما فعلت ذلك برأيي فأتخير فيه ولكن الله أمرني به وفرضه علي فقالوا فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش ليسكن إليه الناس ليتم لك أمرك ولا يخالف الناس فنزلت الآية.
قوله سبحانه :
(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ) نهى