الله تعالى نبيه والمراد به أمته لأنهم لم يكونوا في شك من عبادة الكفار المقدم ذكرهم.
قوله سبحانه :
(فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أي في شك يلزمك العلم به وقال الحسن والجبائي (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) في الحق الذي تقدم إخبار الله تعالى به من أمر القبلة وعناد من كتم النبوة وامتناعهم من الاجتماع على ما قامت به الحجة.
قوله سبحانه :
(فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) نهي محض عن الجهل ولا بدل ذلك على أن الجهل كان جائزا عليه بل يقيد كونه قادرا عليه كما قال (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) وإن كان الشرك لا يجوز عليه لكن لما كان قادرا عليه جاز أن ينهاه عنه.
قوله سبحانه :
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) الآية الشك وقوف الأمر على أحد المعتقدين والنبي مبرأ من ذلك هذا وإن كان خطابا للنبي فإن المراد به الذين كانوا شاكين في نبوته وقيل معناه فإن كنت أيها السامع في شك مما أنزلنا على نبينا إليك كما يقول القائل لعبده إن كنت مملوكي فانته إلى أمري وقول الرجل لابنه إن كنت ابني فبرني وقوله إن كنت والدي فتعطف علي وقال الزجاج معنى إن معنى ما والتقدير ما كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين أي لسنا نريد أن نأمرك لأنك في شاك لكن لتزداد بصيرة كما قال إبراهيم (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
قوله سبحانه :
(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) إنما قال (إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) مع اعتقادهم بطلان دينه لأنه على وجه التقدير والثاني أنهم في حكم الشاكين للاضطراب الذي يجدون نفوسهم عليه عند ورود الآيات والثالث أن فيهم الشاك فغلب ذكرهم.
قوله سبحانه :
(أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) معنى ذلك أمرت أن أكون أول من