قوله سبحانه :
(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) قال الفراء ذكر مع سواء أحد الفريقين دون الآخر لأنه محذوف لدلالة ما تقدم من الكلام عليه كما قال أبو ذؤيب:
عصيت إليها القلب إني لأمرها |
|
مطيع فما أدري أرشد طلابها. |
ولم يقل أم غي لأن الكلام يدل عليه أنه كان يهواها وقال غيره أن ليسوا سواء تمام الكلام ثم استأنف لما بعده كما يقول القائل إذا ذكر قبيلة ببخل أو جبن ليسوا سواء منهم الجواد والشجاع.
قوله سبحانه :
(إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) أي نحيا قبل أن نموت كما تقول شربت وأكلت والأكل كان قبل الشرب ويقال المعنى نموت ونحيا أولادنا لأنهم منا وبعضنا فكأنا قد حيينا نحن بحياتهم.
قوله سبحانه :
(فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ) المعنى لم قتلتم لقوله من قبل كما قال (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) أي ما تلت و (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) أي يخلده قال الشاعر:
ولقد أمر على اللئيم يسبني |
|
فمضيت عنه وقلت لا يعنيني. |
قوله سبحانه :
(وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) المعنى من قبل أن ينزل عليهم المطر من قبله أي من قبل المطر لمبلسين فيكون قبل الأولى للتنزيل والأخرى للمطر ويمكن أنه كرر كقولك من قبل ذاك وقبل قال الشاعر:
يرمى بها من فوق فوق وماؤه |
|
من تحت تحت سرية يتغلغل. |
قوله سبحانه :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) أي الشرائع أولا فأولا لأن التوحيد لم يزل تاما.