بها ويدعوه إليها فإن الله تعالى ينسخ ذلك ويبطله بما يرشده من مخالفة الشيطان وعصيانه وترك غروره ثم بين أن الله يزيل ذلك ويدحضه بظهور حجته وإنما خرجت الآية على الوجوه مخرج التسلية له.
قوله سبحانه :
(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق والتبني والمحبة والتزويج يعني زيد بن حارثة (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وذلك أن الله تعالى أوحى إلى نبيه أن زيدا سيأتيه مطلقا زوجته وأمره أن يتزوجها بعد فراغ زيد بها ليكون ذلك ناسخا لسنة الجاهلية فلما حضر زيد مخاصم زوجته عازما على طلاقها أشفق النبي عن أن يمسك عن وعظه وتذكيره لا سيما وقد كان يتصرف على أمره وتدبيره فيرجف المنافقون به إذا تزوج المرأة ويقرفونه بما قد نزهه الله عنه فقال أمسك عليك زوجك تبريا مما ذكرناه وأخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعد طلاقه لها لينتهي إلى أمر الله تعالى فيها يدل على هذا التأويل قوله (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً).
قوله سبحانه :
(وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) أي لم قلت أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك.
قوله سبحانه :
(وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) إنه فعل ما غيره أولى منه وليس يكون بترك الأولى عاصيا
فصل
قوله تعالى : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) إلى قوله (عَظِيمٌ) لفظة نبي نكرة وليس في ظاهرها أنه عوتب في شأن الأسرى بل يقتضي غير ذلك لأن قوله (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) وقوله (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) الآية لا شك أنه لغيره فيجب أن يكون المعاتب غيره ثم إن الله تعالى أمره بقوله (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا