فَقَالَ أَمَ وَاللهِ لَأَشْفَعَنَّ لِعَمِّي شَفَاعَةً يَعْجَبُ لَهَا الثَّقَلَانِ فَدَعَا لَهُ. وليس للنبي ص أن يدعو بعد الموت لكافر قوله (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) ولقد كان إبراهيم قال (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) ثم قبل الشفاعة له والشفاعة لا تكون إلا لمؤمن قوله (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) ثم إنه أمر عليا من بين أولاده الحاضرين بتغسيله وتكفينه ومواراته دون عقيل وطالب ولم يكن من أولاده من آمن في تلك الحال إلا علي وجعفر وكان جعفر في بلاد الحبشة ولو كان كافرا لما أمر ابنه المؤمن بتوليته ولكان الكافر أحق به ومما يدل على إيمان أبي طالب إخلاصه في الوداد لرسول الله والنصرة له بقلبه ولسانه ويده وأمره ولديه عليا وجعفرا ولأخيه حمزة باتباعه وكل ما يدل على أن غيره من أمة النبي ص مؤمن أو مقر فإنه موجود فيه ما إن لم يزد على إقرار جميع المسلمين لم ينقص عنه ومن أشعاره الدالة على إيمانه ما يزيد على ثلاثة آلاف بيت يكاشف فيها من يكاشف النبي ص ويصحح نبوته منها قوله لبني هاشم شعر :
أوصي بنصر النبي الخير مشهده |
|
عليا ابني وعم الخير عباسا. |
وقوله لحمزة:
صبرا أبا يعلى على دين أحمد |
|
وكن مظهرا للدين وفقت صابرا |
فقد سرني إذ قلت إنك مؤمن |
|
فكن لرسول الله في الله ناصرا. |
وقوله لابنه طالب:
أترى أراه واللوا أمامه |
|
وعلي ابني للواء معانق. |
وكتب إلى النجاشي :
تعلم أبيت اللعن أن محمدا |
|
نبي كموسى والمسيح ابن مريم |
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به |
|
فكل بحمد الله يهدي ويعصم |
وقوله لما تحصن في الشعب :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا |
|
نبيا كموسى خط في أول الكتب |
وقوله:
ألا إن أحمد قد جاءهم |
|
بحق ولم يأتيهم بالكذب |
وقوله:
ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب |
|
لدينا ولا يعني بقول الأباطل |
وقوله:
وبالغيب آمنا وقد كان قومنا |
|
يصلون للأوثان قبل محمد |
وقوله:
وعرضت دينا لا محالة إنه |
|
من خير أديان البرية دينا |
وقوله:
أقيم على نصر النبي محمد |
|
أقاتل عنه بالقنا والقنابل |
وقوله:
أذب وأحمي رسول المليك |
|
حمام حمام عليه شفيق |
وقوله:
أنت الأمين أمين الله لا كذب |
|
والصادق القيل لا لهو ولا لعب |