عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) ليس ينهى عن الحزن لأنه لا يقدر عليه لكنه تسلية للنبي ص ونهي عن التعرض للحزن
فصل
قوله تعالى : (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) كان النبي ص مؤيدا بالوحي كاملا في الرأي مستغنيا عن الاستفادة وكان ممن يوثق بقوله ويرجع إلى رأيه فالوجه في ذلك ما قال قتادة والربيع وابن إسحاق إن ذلك على وجه التطيب لنفوسهم وقال سفين بن عتبة وجه ذلك ليقتدي به أمته في المشاورة ولا ترونها منزلة نقيصة كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم وقال الحسن والضحاك لإجلال الصحابة واقتداء الأمة به وقال الجبائي أن يستعين برأيهم في بعض أمور الدنيا وقال الشيخ المفيد وجه ذلك أن يمتحنهم فيتبين الناصح في مشورته من الغاش له بدلالة قوله (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) علق الفعل بعزمه دون رأيهم ألا ترى أنهم لما أشاروا ببدر عليه في الأسرى جاء التوبيخ (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى).
قوله سبحانه :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) جاهد النبي ص الكفار في حال حياته وأمر وصيه بجهاد المنافقين بعد وفاته قوله تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وقوله ع في حديث خاصف النعل وحديث كلاب الحوأب وحديث تقتلك الفئة الباغية وحديث ذي الثدية وغير ذلك وقيام الوصي بعده بالجهاد يدل على جهاده ويقال (جاهِدِ الْكُفَّارَ) بالقتال (وَالْمُنافِقِينَ) بالمقال وإنما صح ذلك لما كان في أصحابه منافقون.
قوله سبحانه :
(تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) يعني بالآيات ما تقدم ذكره من إماتته ألوفا دفعة ثم أحياهم في مقدار ساعة ومن تمليك طالوت مع حمولة ومن نصرة أصحاب طالوت في قتلهم ولا يقدر عليه غير الله تعالى ثم قال (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) فائدة الجمع بينهما أشياء منها الإخبار بما تقدم من الدلالة على النبي ص والتصديق بتلك الأمور لنبوته وأنه أوحي إليه واستدعي القيام بما أرسل به بعد قيام الحجة عليهم وأنه كما نصب تلك الآيات جعلك من المرسلين فصارت هذه الآيات دلالة على النبوة من جهة أنها إخبار عن غيوب