قوله سبحانه :
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) جاءت أو بعد ما لا يجوز أن يعطف عليه قوله (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) معطوف على قوله (لِيَقْطَعَ طَرَفاً) والمعنى أنه تعالى عجل لكم هذا النصر ومنحكم به ليقطع من الذين كفروا أي قطعه منهم وطائفة من جميعهم (أَوْ يَكْبِتَهُمْ) أي يغلبهم فيخيب سعيهم أو يعطفهم ما يريدون من تظاهر آيات الله الموجبة لتصديق نبيه ص فيتوبوا ويؤمنوا فيقبل الله ذلك منهم ويتوب عليهم أو يكفروا بعد قيام الحجج فيموتوا أو يقتلوا كافرين فيعذبهم الله تعالى فيكون قوله (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) معطوفا على قوله (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) أي ليس لك ولا لغيرك من هذا النصر شيء وإنما هو من الله ويقال ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فأضمر من اكتفاء بالأولى وأضمر أن بعدها لدلالة الكلام عليها وهي مع الفعل الذي بعدها بمنزلة المصدر وتقدير الكلام ليس لك من الأمر شيء ومن توبتهم وعذابهم ويقال ليس لك من الأمر شيء حتى يتوب عليهم كما قال إمرؤ القيس :
فقلت له لا تبك عينك إنما |
|
نحاول ملكا أو تموت فنعذرا |
أراد إلا أن نموت فيكون تقدير الكلام ليس ما تريده من توبتهم أو عذابهم بك وإنما يكون ذلك بالله تعالى.
قوله سبحانه :
(ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) يعني ما كنت قبل المبعث تدري ما الكتاب ولا ما الإيمان أو قلت قبل البلوغ.
قوله سبحانه :
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المعنى أما علمت وإنه خرج مخرج التقدير كقوله أنت قلت للناس قال الجبائي إنما قال الله تعالى ذلك لأمرين أحدهما التقدير والتنبيه الذي يئول إلى معنى الإيجاب كما قال الشاعر :
ألستم خير من ركب المطايا |
|
وأندى العالمين بطون راح |
وأنكر الطبري أن يدخل حرف الاستفهام على حرف الجحد بمعنى الإثبات والثاني أنه خطاب