.................................................................................................
______________________________________________________
إكرام النحويين» ، فإن النسبة بين الأول وبين كل واحد من الآخرين عموم من وجه ، سواء لوحظ مع أحدهما أم لم يلاحظ ؛ لثبوت هذه النسبة بينها فيل لحاظه مع أحدهما وبعده ، وذلك لأن نسبة «أكرم الأمراء» مع «حرمة إكرام الفساق» وكذا مع «استحباب إكرام النحويين» عموم من وجه ، وبعد ملاحظة «أكرم العلماء» مع أحدهما تكون تلك النسبة محفوظة ؛ لأن «أكرم العلماء» بعد ملاحظته مع «حرمة إكرام الفساق» تكون نسبته مع «استحباب إكرام النحويين» تلك النسبة السابقة ؛ إذ مفاد «أكرم العلماء» بعد ملاحظته مع «حرمة إكرام الفساق» هو «وجوب إكرام الأمراء العدول» ، ومن المعلوم : أن نسبته مع «استحباب إكرام النحويين» أيضا عموم من وجه ، وموارد اجتماعهما هو الأمير العادل النحوي.
ولا إشكال في حكم صورة اتحاد النسبة قبل العلاج وبعده ، فإنه يعامل مع مورد اجتماع العامين من وجه معاملة التعارض من الترجيح أو التخيير على الخلاف في تعارض الدليلين أو الأدلة.
ومثال الثاني : ـ أعني : انقلاب النسبة ـ ما إذا ورد : «أكرم الأمراء» ، ثم ورد «لا تكرم فساقهم» ، وورد أيضا : «يكره إكرام الأمراء الكوفيين» ، فإن النسبة بين الأول وكل من الأخيرين عموم مطلق ؛ لكن بعد تخصيصه بأحدهما تنقلب النسبة بينه وبين الآخر إلى العموم من وجه ؛ إذ النسبة بين «أكرم الأمراء العدول» بعد ملاحظته مع «لا تكرم فساقهم» ، وبين «يكره إكرام الأمراء الكوفيين» عموم من وجه ؛ لاجتماعهما في الأمير الكوفي العادل وافتراقهما في الأمير غير الكوفي وفي الأمير الكوفي الفاسق.
فعلى تقدير صحة انقلاب النسبة تلاحظ النسبة الحادثة دون النسبة السابقة ، ففي مادة الاجتماع ـ وهي في المثال : الأمير الكوفي غير الفاسق ـ يقدّم الراجح من الدليلين ـ وهما العام المخصص والخاص الآخر ـ على الآخر إن كان هناك راجح ؛ وإلّا فالتخيير بينهما أو غيره من أحكام التعارض.
وعلى تقدير عدم صحة الانقلاب يخصص العام بكل من الخاصين مع الغض عن الآخر إن أمكن إخراجهما عن العام ، كما إذا بقي للعام بعد إخراجهما عنه مورد كالمثال المزبور ، حيث إنه بعد إخراج «فساق الأمراء» و «الأمراء الكوفيين» عن العام وهو «وجوب إكرام الأمراء» يبقى له مورد مع «الأمراء العدول غير الكوفيين» ، وإن لم يمكن إخراجهما عنه بأن لم يبق للعام مورد ؛ كما إذا ورد «أكرم الأمراء ، ولا تكرم فساقهم ، ويستحب