معا لم ينفرد أحدهما ، وإن لم يقبل عمرو انفرد زيد ، ولو قبل عمرو ضم الحاكم آخر.
ولو اختلفا في التفريق على الفقراء تولّى الحاكم التعيين على ما يراه.
______________________________________________________
قبلا معا لم ينفرد أحدهما ، وإن لم يقبل عمرو انفرد زيد ، ولو قبل عمرو ضم الحاكم إليه آخر ).
أما إذا قبلا معا ، فلأن الظاهر أنه لم يرض برأي واحد. ولما في لفظ الضم من الاشعار بعدم الاستقلال ، فهو أظهر مما إذا أوصى إلى كل منهما. وأما انفراد زيد إذا لم يقبل عمرو ، فلأن الوصاية قد ثبتت لزيد بالاستقلال ، فلا يزول حكمها بعدم قبول عمرو ، بخلاف ما إذا قبل. وأما الضم الى عمرو إذا لم يقبل زيد فلأن عمرا لم تثبت له وصاية ، وإنما أوصى إليه منضما إلى عمرو.
إذا عرفت ذلك ، فإذا قبلا في الفرض المذكور فهل يكونان وصيين ، أم الوصي زيد ، وعمرو يشرف عليه؟ احتمل المصنف كلا منهما في التذكرة (١). والأول قريب ، لأن المتبادر من قوله : ( ضممت إليك عمرا ) ضمه إليه في الوصية.
والمتجه عدم الفرق بين زيد وعمرو ، في أن أيهما لم يقبل الوصية لم يستقل الآخر بالتصرف ، عملا بظاهر الضم المقتضي لعدم الرضى برأي واحد.
قوله : ( ولو اختلفا في التفريق على الفقراء تولّى الحاكم التعيين على ما يراه ).
أي : لو اختلف الوصيان بالاستقلال. أو بالاجتماع ، إذا أوصى الميت بشيء للفقراء في تعيين من يصرف إليه من الفقراء ولم يتفقا على شيء ، استقل الحاكم بالتعيين ، لئلا تتعلل الوصية.
أما إذا كانا وصيين على الاجتماع فظاهر ، وأما إذا كانا وصيين بالاستقلال ،
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٥٠٩.