باءوا بقتل الرّضا من بعد بيعته |
|
وأبصروا بعض يوم شرّهم وعموا |
بئس الجّزاء جزيتم في أبي حسن |
|
أباهم العلم الهادي وأمّهم |
لا بيعة ردعتكم عن دمائهم |
|
ولا يمين ولا قربى ولا ذمم |
لا يطغين بني العباس ملكهم |
|
بنوا عليّ مواليهم وإن رغموا (١) |
أتفخرون عليهم لا أبا لكم |
|
حتّى كأن رسول الله جدّكم |
منكم عليه أمّ منهم وكان لكم |
|
شيخ المغنين إبراهيم أم لهم |
يا باعة الخمر كفّوا عن مفاخركم |
|
لمعشر حبّهم يوم الهياج دم |
إذ تلوا آية غنّى خطيبكم |
|
قف بالدّيار الّتي لم يعفها قدم |
بنوا عليّ رعايا في ديارهم |
|
والأمر تملكه النّسوان والخدم |
ليس الرّشيد كموسى بالقياس ولا |
|
مأمونكم كالرّضا إن أنصف الحكم |
ومن الطبيعي إلى درجة البداهة عند المسلمين أجمعين أن التبري من أعداء آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من الضروريات الأولية في الدين الإسلامي ، ولا شك في أن من عادى الصالحين منهم وإن كان من قرباهم ـ كبني العباس مثلا ـ كانوا من أظهر أفراد القاطعين لرحمهم ، ومن أقذر الجرائم وأقبحها قتلهم ذرّية المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم وتمزيقهم كلّ ممزق ، حتى ضيّقوا عليهم الأرض بما رحبت وأوسعوهم قتلا وتشريدا وملئوا منهم السّجون والطوامير ، وجعلوهم في الأسس وبنوا عليهم الإسطوانات إلى غير ذلك مما يفتّت الأكباد ويمزّق المرائر ويملأ قلوب الإنسانية دما.
ألا هلم فاستمع أيها المسلم إلى ما يقول كتاب الله : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) [ هود : ١١٣ ] ويقول تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [ القصص : ٧٧ ] ويقول تعالى : ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) [ الأعراف : ٥٦ ] ويؤكد القرآن
__________________
حتى خرّقوها خرقا ومزّقوها مزقا فكانوا من المغرقين وفي زمرة الكافرين.
(١) يشير بهذا إلى أمّ العباس (رض) فقد أثبت التاريخ أنها كانت أمة لعبد المطّلب (رض) ولمّا ولدت العباس (رض) اجتمع أولاد عبد المطّلب إلى أبيهم وقالوا له إن العباس هو مولى لنا فليس له التقدم علينا في شيء ولا يقاسمنا في شيء مطلقا فتأمل.