ذلك بقوله تعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) [ محمّد : ٢٢ ].
فأي قطع يا ترى من بني العباس لأرحامهم قربى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أفظع من قتلهم وتذليلهم وتحقيرهم وتشريدهم وبناء الإسطوانات عليهم وفي طليعتهم أئمة الهدى من عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنهم عليهمالسلام لاقوا من العباسيّين العتاة المردة أنواع التعذيب والأذى حتى خرجوا من الدنيا مقتولين ومسمومين على أيدي الأمويّين والعباسيّين ، فهل يا ترى هناك فسادا أعظم من ذلك الفساد؟ أو يا ترى هناك قطع رحم أشدّ قطعا من قطعهم؟ ولا شكّ في أنّ من لا يجوز الركون إليه في مدلول الآية يجب مناواته وبغضه أيّا كانوا ، فالظالمون لآل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من آل العباس في هذا القبيل ، لذا يجب بغضهم ومعاداتهم لأنهم قطعوا أرحامهم وعاثوا في الأرض الفساد فهم داخلون في منطوق الآيات.
فالشيعة إنما يبغضون العباسيّين الّذين أذلّوا ذريّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقتلوهم ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن بغضهم حتى جعل الموت على بغضهم موتا على الكفر والنفاق ، فقال فيما تواتر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أبغضهم فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله فقد كفر ) ويقول القرآن : ( وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها ) [ التوبة : ٦٨ ] ويقول الكتاب : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) [ المجادلة : ٢٢ ] ومفهوم هذه الآيات واضح وهو لا يتفق مع ما يدّعيه الآلوسي من حبّه لبني العباس العتاة الطغاة الّذين حادّوا الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذبوا بفضل ذرّيته صلىاللهعليهوآلهوسلم وقطعوا فيهم صلته صلىاللهعليهوآلهوسلم لا أنالهم الله تعالى شفاعته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
لذا فإن الشيعة لا يتوقفون عن بغضهم تبعا لكتاب الله وتمسّكا بسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم اللّذين أمرا ببغض أعداء الوصي وآل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالا إنه لا إيمان لمن أحبّ عدوهم وأشاد بذكرهم المائت كالآلوسي وأخيه الهندي ، وقديما لعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المستحلّين من عترته أهل بيته صلىاللهعليهوآلهوسلم ما حرّم الله كما تقدم تفصيله مستوفى.