في عمار بن ياسر بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النّار ).
ويقول ابن حجر العسقلاني في إصابته ( ص : ٢٧٤ من جزئه الرابع ) في ترجمة عمار : لقد تواتر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) الحديث ، وأجمعوا على أنه قتل مع عليّ عليهالسلام بصفين.
وأخرجه البخاري في صحيحه ( ص : ٩٣ ) من جزئه الثاني في باب مسح الغبار عن النّاس في السبيل من كتاب الجهاد والسير ، وأخرجه أيضا في ( ص : ٦١ ) من جزئه الأول في باب التعاون في بناء المسجد من كتاب الصلاة من صحيحه ، وحكاه الحاكم في مستدركه ( ص : ٣٨٦ من جزئه الثالث ) والذهبي في تلخيصه وحكما بصحته ، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ( ص : ٢٤٣ من جزئه الثالث ) ولاشتهار الحديث وتواتره اعتذر معاوية عنه ، فقال : إنّما قتله من أخرجه ، يعني عليّا عليهالسلام فأجابه عليّ عليهالسلام بأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذن يكون قاتلا لعمّه حمزة (رض) حيث أخرجه لحرب المشركين ، فكيف يا ترى يكون الباغي الداعي إلى النّار معذورا على بغيه ودعوته إلى النار كما يزعم الآلوسي المتناقض ، والله تعالى في قرآنه أمر بقتال الباغي وتدميره ، ولعن الدعاة إلى النّار ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) (١) ولا شك في أن عليّا عليهالسلام سيّد المسلمين وأمير المؤمنين أجمعين ، فسبابه كفر كقتاله كفر بحكم هذا الحديث ، وما يأتي من حديث : ( من سبّ عليّا فقد سبّني ) وسباب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كفر ومثله الوصيّ عليّ عليهالسلام.
وحينئذ فلا يصح في منطق العقل أن يأمر الله تعالى بقتال المعذورين في شريعته بقتالهم عليّا عليهالسلام بعد أن وصفهم نبيّه الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم بالفئة الباغية التي تدعوا إلى النّار ، ونعتهم الآلوسي نفسه بالفرقة الباغية فتناقض فيه ، فهو إما أن يقول بوجوب قتال الفئة الباغية التي تدعو إلى النّار ـ على حد تعبير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ
__________________
(١) أخرجه البخاري في ص ١٢ من صحيحه من جزئه الأول ، في باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، من كتاب الإيمان.