قَالَ : « فَانْطَلَقَ جُوَيْبِرٌ بِرِسَالَةِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلى زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ قَوْمِهِ عِنْدَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ فَأُعْلِمَ (١) ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ (٢) وَسَلَّمَ عَلَيْهِ (٣) ، ثُمَّ قَالَ : يَا زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ ، إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَيْكَ فِي حَاجَةٍ لِي (٤) ، فَأَبُوحُ (٥) بِهَا ، أَمْ أُسِرُّهَا إِلَيْكَ؟
فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ (٦) : بَلْ بُحْ بِهَا ؛ فَإِنَّ ذلِكَ شَرَفٌ لِي وَفَخْرٌ.
فَقَالَ لَهُ (٧) جُوَيْبِرٌ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ لَكَ : زَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكَ (٨) الذَّلْفَاءَ.
فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : أَرَسُولُ اللهِ أَرْسَلَكَ إِلَيَّ بِهذَا يَا جُوَيْبِرُ (٩)؟
فَقَالَ لَهُ (١٠) : نَعَمْ ، مَا كُنْتُ لِأَكْذِبَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : إِنَّا لَانُزَوِّجُ فَتَيَاتِنَا إِلاَّ أَكْفَاءَنَا (١١) مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَانْصَرِفْ يَا جُوَيْبِرُ ، حَتّى أَلْقى رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَأُخْبِرَهُ بِعُذْرِي.
فَانْصَرَفَ جُوَيْبِرٌ وَهُوَ يَقُولُ : وَاللهِ مَا بِهذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَلَا بِهذَا ظَهَرَتْ (١٢) نُبُوَّةُ
__________________
بالمعجمة. قال الجوهري : الذَلَف ـ بالتحريك ـ : صغر الأنف ، واستواء الأرنبة ؛ تقول : رجل أذلف ، وامرأة ذلفاء. ومنه سمّيت المرأة ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦٢ ( ذلف ).
(١) في الوافي : ـ « فاعلم ».
(٢) في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي والبحار : ـ « فدخل ».
(٣) في الوافي : ـ « عليه ».
(٤) في البحار : ـ « لي ».
(٥) يقال : باح الشيء بَوْحاً ، من باب قال ، أي ظهر. ويتعدّى بالحرف فيقال : باح به صاحبه. وبالهمزة أيضاً فيقال : أباحه ، أي أعلنه وأظهره. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٦١ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بوح ).
(٦) في « بف » : + « لا ».
(٧) في « بف » : ـ « له ».
(٨) في « بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي : « بنتك ».
(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ « يا جويبر ».
(١٠) في « بف » : ـ « له ».
(١١) الأكفاء : الأمثال والنظائر ، جمع الكَفِيء ، وهو النظير ، والمساوي ، والمثل. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٧ ( كفأ ).
(١٢) في « ن » : « اظهرت ».