صَالِحٍ (١) ، عَنِ الْفُضَيْلِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام (٢) فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَدَخَلَ بِهَا وَأَوْلَدَهَا (٣) ، ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا ، فَادَّعَتْ شَيْئاً مِنْ صَدَاقِهَا عَلى وَرَثَةِ زَوْجِهَا ، فَجَاءَتْ تَطْلُبُهُ (٤) مِنْهُمْ ، وَتَطْلُبُ الْمِيرَاثَ.
__________________
أبي عبيدة عن الفضيل عن أبي جعفر عليهالسلام ، فجُعِل أبو عبيدة راوياً عن الفضيل ، فعليه يكون جميل بن صالح في ما نحن فيه معطوفاً على أبي عبيدة ، وهذا يلزم أمرين : الأوّل رواية ابن محبوب عن جميل بن صالح بتوسّط عليّ بن رئاب ، والثاني وقوع الواسطة بين أبي عبيدة وأبي جعفر عليهالسلام ، وكلا الأمرين غير ثابتين ، بل واضح البطلان.
أمّا الأوّل ؛ فلأنّ جميل بن صالح وعليّ بن رئاب كليهما من مشايخ الحسن بن محبوب ، بل أكثر روايات جميل وابن رئاب مرويّة عن طريق ابن محبوب لكونه راوياً لآثارهما ، ولم يعهد توسّط عليّ بن رئاب بين ابن محبوب وجميل بن صالح في موضع ، وما تقدّم في الكافي ، ح ٥٣٢٣ من رواية ابن محبوب عن عليّ بن رئاب عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار فقد استظهرنا وقوع الخلل في ذاك السند ، وقلنا : إنّ الأقوى زيادة « عن عليّ بن رئاب » فلاحظ. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٢٧ ، الرقم ٣٢٩ ؛ وص ٢٥٠ ، الرقم ، ٣٢٩ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ـ ٤٦٢ ؛ ج ١٢ ، ص ٢٨٥ ـ ٢٩٥ ؛ ج ٢٢ ، ص ٣٨٠ ـ ٣٨٦.
وأمّا الثاني ، فلأنّ أبا عبيدة هذا ، هو أبو عبيدة الحذّاء ، روى عليّ بن رئاب كتابه ، وتكرّرت رواية [ عليّ ] بن رئاب عن أبي عبيدة [ الحذّاء ] عن أبي جعفر عليهالسلام في أسنادٍ عديدة. أضف إلى ذلك أنّا لم نجد رواية أبي عبيدة عن أبي جعفر عليهالسلام بالتوسّط ، إلاّفي مشكاة الأنوار للطبرسي ، ص ٧٠ ، فقد ورد فيه ، عن أبي عبيدة عن أبيه ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الخبر. وهذا السند لا يخلو من غرابة ؛ فإنّه لم يُعهَد رواية أبي عبيدة المراد منه أبو عبيدة الحذّاء ، عن أبيه. واحتمال كون المراد من أبي عبيدة هو أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود الراوي عن أبيه ، وزيادة « عن أبي جعفر عليهالسلام » في سند المشكاة غير منفيّ. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٧٠ ، الرقم ٤٤٩ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٤١٧ ـ ٤٢٢ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، الرقم ٣٥٦٤.
فعليه ، وقع في هذا الموضع من سندنا هذا تحويل آخر بعطف « جميل بن صالح ، عن الفضيل » على « عليّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة ».
ثمّ إنّه من المحتمل أن يكون منشأ وقوع الخلل في سند التهذيب ، هو أخذ الشيخ قدسسره الخبر من ـ الكافي وفَهمُه كون العطف عطفاً عاديّاً ، يعلم ذلك بالرجوع إلى التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، ح ١٤٥٩ إلى ١٤٦٣ ومقارنتها مع الكافي ، ح ٩٦٦٠ إلى ٩٦٧٥.
(١) في الوسائل : + « عن أبي عبيدة ».
(٢) في « م ، بح ، بن ، جت ، جد » : + « قال ».
(٣) في « بخ ، بف » والوافي : « ثمّ أولدها » بدل « وأولدها ».
(٤) في « م ، ن ، بح ، جت ، جد » : « تطلب ».