[وفي عيون الأخبار (١) ، بإسناده إلى الرّضا ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. يقول فيه ـ عليه السّلام : إنّ الإمامة خصّ الله ـ عزّ وجلّ ـ بها إبراهيم الخليل ـ صلوات الله عليه وآله ـ بعد النّبوّة والخلّة ، مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها وأشاد بها (٢) وذكره. فقال ـ عزّ وجلّ : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً).
فقال الخليل ـ عليه السّلام ـ مسرورا (٣) بها : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟» قال الله ـ عزّ وجلّ : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
فأبطلت هذه الآية ، إمامة كلّ ظالم ، إلى يوم القيامة. وصارت في الصّفوة.
وفي أصول الكافي (٤) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن هشام بن سالم ، ودرست بن أبي منصور عنه. قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام : وقد كان إبراهيم ـ عليه السّلام ـ نبيّا ، وليس بإمام ، حتّى قال الله : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً. قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟» فقال الله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ، من عبد صنما أو وثنا ، لا يكون إماما.
محمّد ابن الحسن (٥) ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، عن زيد الشّحّام. قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ اتّخذ إبراهيم عبدا ، قبل أن يتّخذه نبيّا ، وإنّ الله اتّخذه نبيّا ، قبل أن يتّخذه رسولا. وإنّ الله اتّخذه رسولا ، قبل أن يتّخذه خليلا. وإنّ الله اتّخذه خليلا ، قبل أن يجعله إماما. فلمّا جمع له الأشياء ، قال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً).
قال : فمن عظمها في عين إبراهيم قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟ (قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).» قال : لا يكون السّفيه ، إمام التّقي.
عليّ بن محمّد (٦) ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسين ، عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السّفاتج ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام. قال : سمعته يقول : إنّ الله اتّخذ إبراهيم عبدا ، قبل أن يتّخذه نبيّا. واتّخذه نبيّا ، قبل أن يتّخذه رسولا. واتّخذه
__________________
(١) عيون الأخبار ١ / ٢١٧.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) المصدر : سرورا.
(٤) الكافي ١ / ١٧٥.
(٥) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٢.
(٦) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٤.