والضّمير ، للشّأن ، كما في قوله (١) (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) أو مبهم ، ليفسّره إخراجهم ، كقوله (٢) : (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) ، أو راجع إلى ما دلّ عليه تخرجون من المصدر.
و «إخراجهم» ، تأكيد. ويحتمل أن يكون راجعا إلى إخراجهم. لأنّه مبتدأ ، قدّم عليه الخبر. فالمرجع مقدّم رتبة.
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ) ، كالفداء.
(وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) ، كحركة القتل والإجلاء.
(فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ، كقتل قريظة وسبيهم وإجلاء النضير.
وأصل الخزي : ذلّ يستحى منه. ولذلك يستعمل في كلّ منهما.
(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ) ، من عذاب غيرهم ، من نظائرهم. لأنّ عصيانهم أشدّ من عصيانهم.
(وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٨٥) :
تأكيد للوعيد : أي : الله تعالى بالمرصاد. لا يغفل عن أفعالهم.
[وفي أصول الكافي (٣) ، بإسناده إلى أبي عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. أنّه قال : الوجه الرّابع من الكفر : ترك ما أمر الله ـ عزّ وجلّ ـ به. وهو قول الله ـ عزّ وجلّ : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ. ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ. وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ. ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ. وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ. تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ. وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ. وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ. فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ). فكفرهم بترك ما أمر الله ـ عزّ وجلّ ـ به. ونسبهم إلى الإيمان. ولم يقبل (٤) منهم.
ولم ينفعهم عنده. فقال : (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب علل الشرايع (٥) ، بإسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام (٦). أنّه سأل
__________________
(١) الإخلاص / ١.
(٢) المؤمنون / ٣٧.
(٣) الكافي ٢ / ٣٩٠.
(٤) المصدر : لم يقبله.
(٥) علل الشرائع / ٤٧٠.
(٦) المصدر : أبي عبد الله بن يزيد.