تكفينى ثلاثة أيام ، فطير وحليب وقند شرقى وترفت إلى أن شبعت ، وفى ذلك أنشد على بن أبى على السنوى يقول :
قلت يوما لرتم ذات إعجاب |
|
وذات صدر رحيب ذات إكعاب |
وذات قد رشيق كالقضيب إذا |
|
ما ماد من فوق دعص الرمل ريّاب |
وقد أشارت بكف وهى معرضة |
|
وأقبلت مثل ظبى بين أسراب |
تريد منى وصالا؟ قلت : يا سكنى |
|
رفقّا علىّ فإن الجوع أزرى بى |
خذى الثريد إذا ما جئت مقبلة |
|
نحوى ولا تأخذى مسكا وأطياب |
واستعملى من فطير الدخن مع لبن |
|
وصابحينى به صبحا على الباب |
فإن قلبى إلى حب الفطير صبا |
|
وليس قلبى إلى حب النسا صابى |
وفواكههم البطيخ والموز والعنب ، والبطيخ يسمونه البرطيخ ، والقثاء والخيار ويأكلون بطيخ الدباء مشوى فى التنور ، وينادى عليه : دباء حب حب ، كثير الماء قليل الحب ، ومشمومهم البعيثران وهو الشيح الأبيض وثمر الحناء وهو الحنون.
قال ابن المجاور : وأول ما شممته بمولتان وذلك أن المولى عز الدين شمس الملك ملك التجار يحيى بن أسعد البلدى ناولنى ثلاث أو أربع طاقات ، وما كنت قبل ذلك رأيته ولا شممته ، فقال لى : ما هذا؟ فقلت له : ثمر الحناء ، قال : وبم عرفته؟ قلت : لثلاثة وجوه : للونه ورائحته وبرودته ، وقد تقدم ذكره.
وأول ما رأيته فى الديبول سنة ثمانى عشرة وستمائة ، وخاصيته أنه إذا كان مع زيد شمه عمرو ، والبنفسج لم تعبق رائحته إلا مع الرجال ، ولم تعبق روائح البرم إلا مع النساء ، والحباق ، وهو الريحان ، ويسمى وردة الحماحم.