لا يكون للرجال طاعة فى أداء المهر وتقول النسوة فيما بينهن : إن ما قدر زوجها يخرجها من عنده إلا بمهرها لقلة رغبته فيها فيركبها العار.
فإذا أراد رجل يتزوج امرأة تجىء نساء الحافة بلا مخافة إلى المرأة ويقلن لها : افركى زوجك قبل أن يفركك ، أى : هبى له المهر واخرجى قبل أن يزن المهر ويخرجك ، ويفعلون الطرح فى الأفراح والأعراس على ما تقدم ذكره فى صفة مكة.
فإذا أعطت المرأة فى عرس رد إليها فى عرس مثله ، وإن كان فى ختان رد إليها فى ختان ، وإن كان فى الولادة رد إليها فى الولادة ، ولم يرد الشىء إلا فى الوجه الذى كان منه وفيه بعينه.
وحدثنى أحمد بن مسعود قال : ولم تفسد المرأة فى اليمن إلا من جهة الطرح ، قلت : ولم ذاك؟ قال : لأنه يكون للنساء عليها سلف ولم يكن معها ما تقضى به الذى عليها فتخرج على وجهها إلى غير طريق فتهيم فتحتاج فتكتب لهم إلى أن يحصل لها شىء فترد مال الناس الذى عليها ، وليس يقبل منها يمين ولا شاهد إلا قول المرأة على المرأة مصدق.
ويخضب الرجال أيديهم وأرجلهم ، وطبيخهم الملوخية ، ومأكولهم الدخن والذرة ، ويعمل منه الخفوش والكبان واللحوح والفطير ، يأكلونه باللبن ، والسمك ويسمونه الملتح ، والجبن والموز والقند والحليب ، وليس لهم حديث سوى الأكل ، يقول زيد لعمرو : ما تصبّحت اليوم؟ يقول : فطير دخن وقطيب ، أو : ملتح وسليط ويقول مضر لجعفر : ما تعوفت؟ يقول : رغيف خبز بر بفلس وقطعة حلاوة بأربعة فلوس ، فصار المبلغ ستة فلوس [كذا] ويقول خالد لزيد : إنى أكلت اليوم أكلة