وفى نواحى الموصل قرية يقال لها : الباعور ، وهو موضع لعرب من زمن النبى صلىاللهعليهوسلم ، فمن شدة الباعور انخرق فى الأرض سرب يطول من الباعور إلى الدجلة مسيرة خمس فراسخ.
وحفر شاه بور بن أردشير بابكان فى قلعة نيسابور سربا تحت الأرض مسيرة خمسة فراسخ ينفذ إلى برية ، وما عمله إلا لإحكام القلعة وحقن دماء الخلق ، ولهذا يقال : الهرب فى وقته ظفر.
ترجع إلى ما كنا عليه من كلامنا الأول :
فإذا تعوقت المراكب فى المجىء عن موسم ثغر عدن يجاء إلى جبل صيرة بسبع رءوس بقر عند اصفرار الشمس وتبقى البقر فى مكانها إلى نصف الليل ، وبعد زوال هذا الحد ترد ست رءوس منها إلى عدن ويبقى رأس واحد هناك مكانه ، فإذا أصبح ضحى به من الغد فى مكانه ، وتسمى تلك الضحية ضحية الجبل ، فإذا عمل هذا العمل تقدم المراكب وتلاحق بعضها ببعض ، وقد صارت سنة من قديم الأيام من دولة بنى زريع وغيرهم من العرب ، وبطل ما ذكرناه فى زماننا هذا.
فصل : فإذا حاذى مركب المسافر مدينة سقطرة أو جبل كدمل تسمى تلك المحاذاة الفولة ، يؤخذ قدر يعمل عليه شراع وسكان من جميع آلة المراكب ويعبسّى فيه من الأطعمة من قليل نارجيل وملح ورماد ويلقى فى البحر من الأمواج الهائلة.
قال أهل التجارب والخبرة : إنه يصل بسلامة إلى لحف الجبل.
وكان فى أيام القبط واليونان فى وقت زيادة النيل تؤخذ بنت بكر عذراء أحسن