الهند وتفرقوا بأعمال البلد وسكنوها ، وتنصرت بنو جفنة فى أيام أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ، رضى الله عنه ، لأجل لطمة دخل بعضهم إلى القسطنطينية وإلى بلاد الادعوان وهم مناجمين [كذا] أهل المغرب ، وفيهم قال أبو تمام : ولما دعا إسحاق بن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ لولده يعقوب بالنبوة اغتاظ العيص فدخل حرز الإفرنج مع جماعة من بنى إسرائيل توطنوها فولد الإفرنج منهم ، وبنو عجل أخرجهم ربيعة ، والأصح المرقعة ، أسكنوها خراسان ، وصار ملك خوزستان على الرعية انتقلوا إلى أعمال الكر سكنوها.
وخرج جيش عرب من بنى تميم فى أيام عمر بن عبد العزيز بن مروان استفتحوا السند ، فلما طابت لهم سكنوها فظهر منهم الكوكر والحمت والسنه وحاجر ، وخرج جيش من أنطاكية فى أيام عبد الملك بن مروان إلى المغرب ، فلما طابت لهم سكنوها ، وظهر منهم الملثمون ، ويقال : إنهم من نسل مظلوم بن الصحصاح بن جندب الكلابى فى الترجمة ، وهم من أخيار وكبار خوارزم ، أخذهم السلطان محمود بن سبكتكين ، نفاهم إلى أرض الهند ، فلما طابت لهم سكنوها ، ولما خرجت الإباضية على علىّ بن أبى طالب بأرض اليمن ، من أعمال العراق ، ولوا الأدبار وما زال السيف وراءهم إلى أن عبّرهم البحر وسكنوا إقليم عمان.
وأهل طرابلس المغرب تحولوا فى خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضى الله عنه ، إلى بارى وتولية ، وبنو كنانة وأخرجوا الإفرنج من عسقلان وسكنوها ، فلما تخربت تفرقوا فى أكناف البلاد ، وبنو حية خرجوا من الشأم فى أيام دولة الإمام أبى عبد الله جعفر المنصور وسكنوا المغرب.