ولما غزا بختنصر بنى إسرائيل الشأم سكن اليهود نهر السبت مما يلى ظهر الحجاز ، ولما قويت صولة السلطان معز الدنيا والدين أبو المظفر محمد بن سالم على الخوارزمية نزل من نيسابور ألف رجل مكتّفين الأيدى مكشّفين الرءوس حفاة مشنقين فى حبال المنجنيقات شتت شملهم ومزق جمعهم فى أقاصى إقليم الهند.
ولما قويت شوكة السلطان علاء الدين أبو الفتح محمد بن تكش على الخطا والتتار ساق منهم من أراد وأسكنهم أعمال كرمسل ، ولما قويت شوكة الترك على السلطان علاء الدين محمد نقلوا المسلمين من خراسان إلى بغداد وأوراق الشجر والقصران إلى أن عبّرهم سيحون.
شعر :
خليلىّ نومى عن جفونى مهّد |
|
وقل اصطبارى بعدهم والتجلّد |
فقلبى عن الأحباب لا يقبل العزا |
|
وجفنى قريح بالدمع مسهّد |
وإنى حزين كلما مر ذكركم |
|
بنو لكم بعضى وبعضى مفرّد |
لئن جمعت بينى الليالى وبينكم |
|
وعاد زمان الوصل بالوصل مسعد |
أصوم لوجه الله دهرى تطوعا |
|
وألصق وجهى بالتراب وأسجد |
وبعض أهل صنعاء وجميع أهل المشرق على مذهب الزيدية ، وهو مذهب الإمام زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، وينسلخ من الزيدية المخترعة والمطرفة ، وهم الذين يقال لهم الصالحية والجارودية ، لبسهم الخام لبرودة البلاد ، ولبس شبابهم الفتوحى ، والله أعلم.