وما يصاد الصدف إلا يوم يطلع النخل ويبطل يوم يقطع العذق عند انصرام النخل لأن هذا الفصل هادئ الموج من قلة الموج ، وكان المغاص فى ... مباحا للناس كلّ يغوص لنفسه ويأخذ ما قسم له من الرزق.
وكان اللؤلؤ من كثرته تحلية النساء والأطفال والمشائخ ، وهو موسم كموسم الغلال فى سائر العالم تحلية كل أحد إلا فى هذا الوقت فإنه بطل جميع ذلك وصار الصيادون يصطادون وعليهم كتبة وعمال وقبّاض يتسلمون منهم الأول فالأول من الآخر إلى الأول ، ولو وجد حبة فى يد رجل لأخذ ما تحته وما فوقه.
فصل : سفّر جمال الدين بختيار القابض إلى الهند رجلا برأس مال مبلغه ألف مثقال ، فلما توسط الرجل الطريق أخذ به السراق وسلم معه من جملة المبلغ عشرة مثاقيل ذهب ، فدخل قيس فبينا هو ذات يوم قاعدا فى بيته إذ دخل عليه أسودان زنوج وقالا له : تشترى منا حبة لؤلؤة؟ فقال : نعم ، فحينئذ أخرج أحدهم من فيه حبة أكبر من بيضة العصفور ، فلما شاهد الرجل الحبة حار ودار ولفها فى فيه وبلعها ، فقالوا له : هات الحبة ، فقال لهم : والله إنى تركتها فى فمى لأنظر صفاءها فنزلت إلى الأمعاء ، فقالوا له : فما تعطينا ثمنها؟ فأخرج لهم العشرة وحلف بالله العظيم لا يملك سوى ذلك ، بل خذوا منها ما شئتم وخلوا إلى ما شئتم ، فعدوا ثمانية أعداد وأعطوه عددين ، وسافر الرجل بالسلامة إلى أن وصل سفاهات فأعطى الحبة لجمال الدين بختيار القاضى وقال له : تجعلنى فى حل من مبلغ كان لك علىّ ، قال له : أنت فى حل وأبرأت ذمتك من مبلغ ألف مثقال ، وزن كل مثقال ستة دوانيق ، كل دانق أربع طياسيج ، كل طيسوج أربع شعيرات ، وأعطاه فى يديه مائة مثقال ، أى