ينسبون إلى قيس بن الملوح ، ويقال إلى امرئ القيس ، والأصح إلى قيس بن زهير ، وقد تقدم ذكره.
لبسهم من أعمال المهدية بالمغرب ، ويرجعون يرخون هدبات العمائم طوال ، وهم رجال البحر ، وليس لصاحبها خيل ولا عسكر إلا الدوانيج والبومات والهاسق ، شبه العقارب ، وتجرى على وجه البحر ، وقد قنعوا ببلدة وسكن ، ولبس نسائهم السواد.
وإذا تزوج رجل امرأة وأعطاها مائة دينار أعطته المرأة مائة أخرى وكتبت عليه قبالة دين حال قار بمبلغ مائتى دينار ، وكلما زاد الرجل فى المهر زادت المرأة فى النقد ، وإذا نقص من المهر نقص من النقد.
وهم قوم يعزون الغرباء ، ولهم بهم عناية عظيمة.
وتحكم نساء هذه الأعمال على رجالها ، وما يفعل الرجل إلا ما تقول زوجته من صلاح أمر أو فساد حال ، وهذا خلاف ما قاله رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «شاورهن وخالفوهن ، فإن فى مخالفتهن البركة».
فكانت خلفاء قيس يسلمون القطعة للسلطان الأعظم ركن الدنيا والدين أبى الفتح ملك شاه بن محمود بن ألب أرسلان ، فلما توفى وتولى بعده السلطان الأعظم معز الدنيا والدين أبو الحارث سنجر بن أيوب شاه فلم يلتفت إلى الفقراء لاتساع الملك عليه والمال لديه قطع ذلك ، إلى أن جدد الإمام أبو العباس أحمد ، الناصر لدين الله ، أمير المؤمنين ، وكان السبب فيما ذكره أن تاجرا مات من أهل بغداد فى جزيرة قيس وخلّف ثلاثين ألف دينار ذهبا عينا فأخذ الملك ذلك المال ،